للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمرارة فطامها، واحذروا لذيذ عاجلها لكريه آجلها، ولا تسعوا فى تعمير دار قد قضى الله خرابها، ولا تواصلوها - فقد أراد الله منكم اجتنابها- فتكونوا لسخطه متعرضين، ولعقوبته مستحقين. ذكره العاملى. [٢٢٣].

(١٦) خطبة حجة الوداع

وفى حجة الوداع خطب النبى صلى الله عليه وسلم الناس بمنى فقال:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادى له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. أُوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعة الله، وأستفتح بالذى هو خير.

(وأما بعد) ايها الناس: اسمعوا منى أُبيَّن لكم، فإنى لا أدرى لعلى لا القاكم بعد عامى هذا فى موقفى هذا.

ايها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، فى شهركم هذا، فى بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسالكم عن أعمالكم، وقد بلغت. فمن كانت عنده أمانة فليؤدها على من ائتمنه عليها. وإن كل رباً موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. قضى الله أنه لا ربا. إن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله. وإن كل دم كان فى الجاهلية موضوع. وإن أول دمائكم أضع دم ابن وبيعة بن الحارث بن عبد المطلب - وكان مسترضعاً فى بنى ليث فقتله هذيل- فهو اول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية. والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والخنجر وفيه مائة بعير. فمن زاد فهو من أهل الجاهلية.

ايها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعيد بأرضكم هذه ابداً، ولكنه رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون منأعمالكم، فاحذروه على دينكم.