للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرجه ابن خزيمة فى صحيحه. وقال: إن صح الخبر. قال المنذرى: وفى سنده على بن زيد بن جدعان ضعيف (١). [٢٢١].

(١٤) خطبة له صلى الله عليه وسلم في وصف الدنيا

وخطب النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال:

الدنيا دار بلاء ومنزلة بلغة وعناء، قد نزعت عها نفوس السعداء، وانتزعت بالكره من أيدى الشقياء. فاسغد الناس بها ارغبهم عنها، واشقاهم بها أرغبهم فيها، فهى الغاشة لمن استنصحها، والمغوية لمن أطاعها.

الفائز من أعوض عنها، والهالك من هوى فيها. طوبى لعبد اتقى فيها ربه، وقدم توبته، وغلب شهوته من قبل أن تلقيه الدنيا إلى الآخرة، فيصبح فى بطن موحشة غبرغاء مدلهمة ظلماء، لا يستطيع أن يزيد فى حسنة ولا ينقص من سيئة، ثم ينشر فيحشر إما إلى جنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفذ عذابها.

ذكره العاملى (٢). [٢٢٢].

(١٥) خطبة له صلى الله عليه وسلم فى التنفير من الدنيا

وخطب النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال:

ايها الناس: عن هذه الدار دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح. فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء. الا وإن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الاخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فليأخذ ليعطى ويبتلى ليجزى. إنها لسريعة الذهاب، وشيكة الانقلاب. فاحذروا حلاوة رضاعها


(١) اانظر ص ٦٧ ج ٧ (الترغيب فى صيام رمضان) و (المذقة) بفتح فسكون: للشربة.
(٢) ص ٢١٤ كشكول (أول الجزء الثالث) و (مدلهمة) يقال: ادلهم الظلام كثف وأسود. ومدلهم مبالغة.