للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الرواية الآخرى عنه فأسقط ثانية الحج، وهو قول أصحاب الرأى، والصحيح سقوطها، لأن الحديث لم يصح بثبوتها أهـ. انظر ص ٣٥٧ ج ٧ - الجامع لأحكام القرآن (الأعراف).


= بما وهبوا من قوة العقل والإحساس، فثاروا فى وجهه وصدوه عن قصده وعاجزوه حتى لقد يعجزونه (أى فلا يصل إلى مراده من هدايتهم) وجادلوه بالسلاح والقول حتى لقد يقهرونه، فإذا ظهروا عليه - والدعوة فى بدايتها - وسهل عليهم إيذاؤه وهو قليل الأتباع، ضعيف الأنصار، ظنوا الحق من جانبهم. وكان فيما ألقوه من العوائق بينه وبين ما عمد إليه فتنة لهم.
(غلبت) سنة الله فى أن يكون الرسل من أواسط قومهم أو من المستضعفين فيهم ليكون العامل فى الإذعان بالحق، محض الدليل وقوة البرهان. وليكون الاختيار المطلق هو الحامل لمن يدعى إليه على قبوله، ولكى لا يشارك الحق الباطل فى وسائله أو يشاركه فى نصب شراكه وحبائله. وأن أنصار الباطل فى كل زمان هم أهل الأنفة والقوة والجاه، والاعتزاز بالأموال والأولاد والعشيرة والأعوان، والغرور بالزخارف والزهو بكثرة المعارف. وتلك الخصال إنما تجتمع كلها أو بعضها فى الرؤساء وذوى المكانة من الناس، فتذهلهم عن أنفسهم، وتصرف نظرهم عن سبيل رشدهم، فإذا دعا إلى الحق داع عرفته القلوب النقية من أوضار هذه الفواتن. وفزعت إليه النفوس الصافية، والعقول المستعدة لقبوله بخلوصها من هذه الشواغل، وقلما توجد إلا عند الضعفاء وأهل المسكنة، فإذا التف هؤلاء حول الداعى وظافروه على دعوته، قام أولئك المغرورون يقولون: ما نراك إلا بشرا مثلنا، وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادى الرأى. وما نرى لكم علينا من فضل ن بل نظنكم كاذبين. عجز آية: ٢٧ هود وصدرها: فقال الملأ الذين كفروا من قومه. فإذا استدرجهم الله تعالى على سنته وجعل الجدال بينهم وبين المؤمنين سجالا، افتنتن الذين فى قلويهم مرض من اشياعهم، وافتنتوا هم بما أصابوا من الظفر فى دفاعهم. ولكن الله غالب على أمره فيمحق ما ألقاه الشيطان من هذه الشبهات، ويرفع هذه الموانع وتلك العقبات، ويهب السلطان لآياته فيحكمها ويثبت دعائمها، وينشئ من ضعف أنصارها قوة ويخلف =