للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عمر ثم قال المقداد بن الأسود: يا رسول الله امض لما أمرك الله، فوالله لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا اياههنا قاعدون. ولكن امض ونحن معك عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فسر بقوله ودعائه بخير .. ثم قال: أشيروا على أيها الناس (وانما يريد الأنصار، لأن بيعة العقبة يفهم منها أنه لا تجب عليهم نصرته الا على من دهمه بالمدينة) فقال سعد بن عبادة: ايانا تريد يا رسول الله؟ والذى نفسى بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها فسر عليه الصلاة والسلام بقوله وقال أبشروا فإن الله وعدنى إحدى الطائفتين والله لكأنى أنظر الى مصارع القوم. فعلموا أن الحرب لابد حاصلة وقد حصلت فإن ابا سفان سار بالعير على الساحل ونجا، واشار على قريش بالرجوع. فرجع الأخنس ابن شريق ببنى زهرة. ولم يشهد بدرا زهرى ولا عدوى. وقال ابو جهل: لا ترجع حتى نرد ماء بدر ونقيم به ثلاثا وتهابنا العرب. ثم سار العدو حتى نزل بعدوة بدر القصوى (أى الجهة البعيدة عن المدينة) بارض سهلة لينة. ونزل المسلمون بعدوته الدنيا بعيدا عن الماء فى أرض سبخة، فاصبحوا عطاشا بعضهم جنب، فوسوس لهم الشيطان فأنزل الله الماء فشربوا وتطهروا. وصلحت الأرض وتوحلت ارض العدو. قال تعالى: وينزل عليكم من المساء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على فلوبكم ويثبت به الأقدام.
(وفى اليوم) السابع عشر من رمضان سنة اثنتين من الهجرة (١٣ مارس سنة ٦٢٤ م) عدل عليه الصلاة والسلام الصفوف. ثم نظر قريشا مقبلة فقال: اللهم هذه قريش قد اقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذى وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد فى الأرض. ومازال يدعو رافعا يديه حتى سقط رداؤه. ثم جلس عليه الصلاة والسلام هو وابو بكر فى عريش بنى لهما.
(وقبل) أن تقوم الحرب، خرج الأسود بن عبد الأسود فقتله حمزة رضى الله عنه ثم برز من العدو عتبه وشيبه ابنا ربيعه والوليد بن عتبه، فخرج إليهم عوف ومعو ١ ابنا الحارث، وأمهما عفراء. وعبد الله بن رواحة. فقالوا من أنتم؟ فقالوا رهط من الأنصار فقالوا: انما تريد اكفاءنا من قريش فأخرج لهم عليه الصلاة والسلام حمزة =