للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= انا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ فنكاد أن نياس أو كما قال. فقال: ألا أخبركم عن أهل الجنة واهل النار؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين إلى قوله وأولئك هم المفلحون هؤلاء أهل الجنة. قالوا إنا نرجو أن تكون هؤلاء ثم قال: إن الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب أليم. هؤلاء اهل النار. قالوا لسنا هم يا رسول الله قال أجل. أخرجه ابن ابى حاتم انظر ص ٢٦ ج ١ فتح القدير وقد تضمنت الآيات. (أ) بيان أن القرآن لعظم قدره وعلو مرتبته ووضوح دلالته لا يرتاب فيه - بوجه من الوجوه- العقلاء المنصفون ولا اعتبار لريب الجاحدين الجاهلين، وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وهو الهدى والنور الذى أوضح للناس الطريق فسعد به المتقون واهتدى بهدية الصادقون وتأدب بآدابه المهتدون.
(ب) أن المتقين هم الذين جمعوا بين أنواع الطاعة القلبية والبدنية والمالية منهم الذين وحدوا ربهم فخرجوا من ظلمة الشرك الى نور التوحيد الخالص وانتقلوا من ديوان العاصين المتمردين الى ديوان الطائعين الخاضعين وترقوا فى معارج الطاعة حتى صفت اسرارهم عما سوى بارئهم رب العالمين فكانوا من المحسنين فلم يرهم مولاهم حيث نهاهم ولم يفقدهم حيث أمرهم وصدقوا بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا سيما الأمور الغيبية التى لا تهتدى اليها العقول من اشراط الساعة وأحوالها من البعث والنشور والصراط والميزان والجنة والنار فبادروا بالعمل الصالح الذى يقيهم نار الجحيم ويدخلهم دار النعيم فهم يحافظون على الصلاة ويؤدونها فى أوقاتها خاشعين خاضعين مطمئنين موقنين أنها عماد الدين ولا سهم فى الإسلام لمن لا صلاة له وأها صلة بين العبد وربه وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وليس بين المسلم والكافر الا الصلاة وهى مائدة المقربين وقرة عين المؤمنين الصادقين وراحة المتقين. ولما كان صدق الإيمان والأخلاص فى العمل لا يظهران إلا بالمجاهدة بالنفس والنفيس جاهدوا أنفسهم حتى انفقوا مما آتاهم الله فى وجوه الخير يقدمون لأنفسهم ما ينفعهم فى رمسهم ويؤنسهم فى وحشتهم ويطمئنهم يوم ينظر المرء ما قدمت يداه عاملين بقوله تعالى (آمنوا بالله =