للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ذكر الإيمان بما أنزل الى النبى صلى الله عليه وسلم وما أنزل الى من قبله يقتضى جعل ذلك وصفا لمؤمن أهل الكتاب خاصة فليس فى السياق ما يقتضى ذلك وقد ثبت الثناء على من جمع بين الأمرين من المؤمنين فى أكثر من آية قال تعالى: يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى أنزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل (النساء: ١٣٦) (وقال) آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة: ٢٨٥). (وقال) والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم إن الله كان غفورا رحيما (النساء: ١٤٢) (وعن) ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله تعالى: (والذين يؤمنون بما انزل اليك وما أنزل من قبلك) اى يصدقونك بما جئت به فى الله وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم وبالآخرة هم يوقنون ايمانا بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان. أى لا هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما كان من قبلك ويكفرون بما جاء من ربك. أخرجه ابن جرير وابن اسحاق وابن ابى حاتم (انظر ص ٢٥ ج ١ فتح القدير للشوكانى).
وقوله " اولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " مستأنف استئنافا بيانيا كأنه قيل كيف حال هؤلاء الجامعين بين التقوى والإيمان بالغيب والإتيان بالفرائض والإيمام بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من قبله من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ فقيل أولئك على هدى ويصح أن يكون خبرا عن الذين يؤمنون بالغيب. والاستعلام فى قوله (اولئك على هدى) مثل لتمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه وتمسكهم به. شبهت حالهم بحال من اعتلى الشئ وركبه (والفرح) فى الأصل الشق والقطع يقال للذى شقت شفته افلح ومنه سمى الأكار فلاحا لأنه يشق الأرض بالحرث فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه (قال) القرطبى: وقد يستعمل فى الفوز والبقاء وهو اصله ايضا فى اللغة. فمعنى اولئك هم المفلحون الفائزون بالجنة والباقون. وفى تكرير اسم الإشارة دلاله على أن كلا من الهدى والفرح مستق بتمييزهم به عن غيرهم بحيث لو انفرد أحدهما لكفى مميزا (وأتى) بضمير الفصل للدلالة على اختصاهم بالفلاح دون غيرهم (وعن) عبد الله بن عمرو قال: قيل يا رسول الله =