وقوله " اولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " مستأنف استئنافا بيانيا كأنه قيل كيف حال هؤلاء الجامعين بين التقوى والإيمان بالغيب والإتيان بالفرائض والإيمام بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من قبله من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟ فقيل أولئك على هدى ويصح أن يكون خبرا عن الذين يؤمنون بالغيب. والاستعلام فى قوله (اولئك على هدى) مثل لتمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه وتمسكهم به. شبهت حالهم بحال من اعتلى الشئ وركبه (والفرح) فى الأصل الشق والقطع يقال للذى شقت شفته افلح ومنه سمى الأكار فلاحا لأنه يشق الأرض بالحرث فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه (قال) القرطبى: وقد يستعمل فى الفوز والبقاء وهو اصله ايضا فى اللغة. فمعنى اولئك هم المفلحون الفائزون بالجنة والباقون. وفى تكرير اسم الإشارة دلاله على أن كلا من الهدى والفرح مستق بتمييزهم به عن غيرهم بحيث لو انفرد أحدهما لكفى مميزا (وأتى) بضمير الفصل للدلالة على اختصاهم بالفلاح دون غيرهم (وعن) عبد الله بن عمرو قال: قيل يا رسول الله =