للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أخرجه أحمد والدارمى والطبرانى والحاكم (انظر ص ٣٠٨ ج ٢ دارمى وص ٢٤ ج ١ فتح القدير الشوكانى) وقوله " ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " معطوف على يؤمنون. والإقامة لغة الدوام والثبات وإقامة الصلاة أداؤها فى أوقاتها بأركانها وسننها وآدابها كما أمرنا الله تعالى بقوله " حافظوا على الصوات والصلاة الوسطى وقوموا الله قانتين " البقرة: ٢٣٨. وكما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحيح أن المراد بالصلاة هنا ما يشمل الفرض والنفل عام والمتقى يأتى بهما (والرزق) عند أهل السنة ما صلح الانتفاع به حلالا كان أو حراما. (والإنفاق) صرف المال فى المصالح وأتى بمن التبعيضية إشارة إلى طلب الاعتدال فى الإنفاق وترك الإسراف قال تعالى (والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) الفرقان: ٦٧ والمختار أن الآية عامة فى الزكاة والنفقة على الأقارب وغيرهم وفى صدقة الفرض والنفل لأنها سيقت للمدح والترغيب فى الإنفاق مما رزقوا وقوله " والذين يؤمنون بما انزل اليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون " صفة أخرى للمتقين فهى معطوفة على الجملة السابقة ويجوز أن تكون مرفوعة على الاستئناف وأن تكون معطوفة على المتقين فيكون التقدير هدى للمتقين والذين يؤمنون بما أنزل من قبلك وهو التوراه والإنجيل والزبور وغيرها من الكتب السماوية بأن يؤمنوا بأنها من عند الله ويصدقوا بما لم ينسخ منها (قال) ابو ذر: قلت يا رسول الله كم كتابا أنزل الله قال مائه كتاب واربعة كتب. أنزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى أخنوخ (إدريس) ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراه والإنجيل والزبور والفرقان أخرجه ابو حاتم البستى (انظر ص ١٥٧ ج ١ تفسير القرطبى) (وبالآخرة) اى بالدار الآخرة هم يوقنون وفى تقديم الجار مع اسناد يوقنون الى الضمير غشعار بالحصر وأن ما عدا هذا الأمر - الذى هو اساس الإيمان وراسه - ليس بمؤد الى الإيقان بالدار الآخرة والقطع بوقوعها وهو العلم الجازم مع انتفاء الشك والشبهة والمعنى أنهم موقنون بالبعث والنشور وسائر امور الآخرة بلا شك وعبر بالماضى فى قوله (أنزل اليك) مع أنه لم ينزل حينئذ الا البعض تغليبا لما نزل على ما لم ينزل وتنبيها على تحقق الوقوع كأنه بمنزلة النازل (والحق) أن هذه الآية وما قبلها فى شأن المؤمنين عامة وليس مجرد =