للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ليس مظنة للريب لوضوح دلالته وضوحا يقوم مقام البرهان المقتضى كونه لا ينبغى الارتياب فيه بوجه من الوجوه. والمشهور الوقف على فيه .. وروى عن نافع وعاصم الوقف على - لا ريب - وعليه فالخبر محذوف والتقدير لا ريب فيه. فيه هدى. والهدى الدلالة الموصلة إلى المطلوب وهو قسمان (أ) هدى دلالة وهو ما يقدر عليه الرسل واتباعهم قال تعالى " ولكل قوم هاد" الرعد: ٧ وقال تعالى (وإنك لتهدى الى صراط مستقيم) أى تدعو وتطل. الشورى: ٥٢ .. (ب) هدى توفيق وتأييد. وقد انفرد به الله تعالى وهو المنفى فى قوله تعالى (انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) القصص: ٥٦ وهو بهذا يجئ بمعنى خلق الإيمان فى القلب ومنه قوله تعالى (أولئك على هدى من ربهم) وقوله (ولكن الله يهدى من يشاء). والمتقى لغة اسم فاعل من وقى وقاه فاتقى. والوقاية الصيانة. وشرعا من يقى نفسه ويحفظها من ارتكاب ما يوجب العقوبة من فعل أو ترك. وخص المتقين بهداية القرآن وإن كان هدى للخلق أجمعين تشريفا لهم وتكريما لأنهم آمنوا بما فيه وانتفعوا به (وقد) ورد فى هذا حديث عطية السعدى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا باس به حذرا مما به باس. أخرجه أحمد والبخارى فى التاريخ وابن ماجه والترمذى وحسنه والحاكم وصححه (ورد) بأن فى سنده عبد الله بن يزيزد لا يعرف حاله: (انظر ص ٤٤٣ ج ٦ مناوى الجامع الصغير رقم ٩٩٤٢) (فالمصير) الى ما أفاده هذا الحديث واجب ويكون هذا معنى شرعيا للمتقى أخص من المعنى السابق. وقوله " الذين يؤمنون بالغيب " وصف كاشف للمتقين. والإيمان لغة التصديق وشرعا التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وبكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما لا تهتدى اليه العقول من عذاب القبر ونعيمه وأشراط الساعة والحشر والنشر والحساب والميزان والصراط والجنة والنار. و (الغيب) اسم لما أومن به مما ذكر (وقد ورد) فى فضل المؤمنين بالغيب حديث ابى جحفة الأنصارى قال: قلت يا رسول الله من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبمناك؟ قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحى من السماء. بل قوم ياتون من بعدكم يأتيهم كتاب الله بين لوحين فيؤمنون بى ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا =