للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الغالبة لم يستعمل فى غير الله عز وجل. ثم ذكر الدليل على تفرده بالإلهية فقال (إن فى خلق السموات) مرتفعه بلا عمد لطيفة متسعة منظمة نظاما بديعا مزينة بالكواكب (والرض) متسعة كثيفة ذات وهاد ونجاد وجبال واشجار وبحار وأنهار وقفار وعمران ومنافع. وإنما جمع السموات لأنها أجناس مختلفة كل سماء من جنس غير جنس الأخرى. ووجد الأرض لأنها كلها من جنس واحد وهو التراب (واختلاف الليل والنهار) بإضاءة أحدهما وإظلام الآخر وااقبال أحدهما وإدبار الآخر بلا فاصل بينهما قال تعالى: (لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون) (يسن: ٤٠) قال تعالى: (وهو الذى جعل الليل والنهار خلفه) الفرقان: ٦٢ (قال) عطاء: اراد خلافهما فى النور والظلمة والزيادة والنقصان فيأخذ هذا من هذا قال تعالى: (يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل) أى يزيد من أحدهما فى الآخر. وقدم الليل على النهار لأنه اصل .. قال الله تعالى: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) (والفلك التى تجرى فى البحر) الفلك - بضم فسكون - السفن واحده وجمعه سواء. فإذا اريد به الجمع يؤنث والواحد يذكر قال تعالى: اذ ابق الى الفلك المشحون. وقال: حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة: والاية فيها تسخيرها وجريانها على وجه الماء (بما ينفع الناس) من الركوب والحمل عليها من جانب الى جانب لمعايش الناس والانتفاع بما لهم من التجارة والمكاسب ونقل ما عند بعضهم الى بعض (وما أنزل الله من السماء) اى من السحاب (من ماء) أى المطر الذى به حياة العالم وإخراج النبات والرزاق (فأحيا به الرض بعد موتها) أى بعد يبسها وجدبها (وبث فيها) أى فرق فى الارض (من كل دابة) أى على اختلاف أشكالها والوانها ومنافعها وصغيرها وكبيرها. وهو يعلم ذلك كله فيرزقه لا يخفى عليه شئ من ذلك. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) (وما من دابة فى الرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل فى كتاب مبين) (وتصريف الرياح) فمنها ما يأتى بالرحمة ومنها ما يأتى بالعذاب ومنها الحار ومنها البارد ومنها الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية ومنها ما يسير السفن الصغار والكبار كل على قدره (والسحاب المسخر) أى المذلل السائر (بين السماء والرض) الى ما يشاء الله من الاراضى والأماكن =