للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والاعطاء والمنع وما الى ذلك وأن الكل عبيده وخلقه محتاجون اليه وهو الغنى عما سواه (يايها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد) وأظهر ذلك وبينه بخلق الدلائل الدالة على انفراده بالوحدانية والقدرة التامة والعلم المحيط. وشهدت الملائكة والانبياء والمرسلون والمؤمنون الصادقون بذلك (وشهادة) الله تعالى والملائكة وأولى العلم يحتمل أن تكون بمعنى واحد وأن تكون مختلفة (أما الأول) فبيانه أن الشهادة هى الإخبار عن علم او الإظهار والبيان (وقد) أخبر الله تعالى فى مواضع كثيرة من القرآن أنه اله واحد لا اله الا هو (الله لا اله الا هو الحى القيوم - قل هو الله احد - لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم) والتمسك بالدلائل السمعية فى هذه المسالة جائز لأن العلم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لا يتوقف على العلم بها واظهر الله تعالى أنه لا اله واحد يخلق ما يدل على ذلك (ان فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لايات لأولى الألباب) ١٩٠ آل عمران (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم اذا أنتم بشر تنتشرون) الايات من ٢٠ - ٢٧ الروم. وكذلك الملائكة وأولوا العلم، اخبروا أن الله اله واحد وأطهروا ذلك وبينوه: الملائكة للرسل والرسل للعلماء والعلماء لعامة الخلق (وأما الثانى) فبيانه أن شهادة الله على توحيده أنه خلق الدلائل الدالة عليه وشهادة الملائمة وأولى العلم عبارة عن اقرارهم بذلك. ونظيره قوله تعالى (ان الله وملائكته يصلون على النبى) فإن الصلاة من الله غير صلاة الملائكة وعلى الحقيقة فليس الشاهد الا الله تعالى لأنه خلق الأشياء الدالة على توحيده. ثم وفق العلماء لمعرفتها والتوصل بها الى اعتقاد وحدانيته ثم وفقهم فارشدوا غيرهم الى ذلك. ولذا قال (قل أى شئ أكبر شهادة؟ قل الله شهيد بينى وبينكم وأوحى الى هذا القرآن) فهو يشهد أنه لا اله الا هو حال كونه قائما بالعدل يقال فلان قائم بالتدبير أى يجريه على سنن الاستقامة أو مقيما للعدل فيما يقسم من الأرزاق والآجال ويثيب ويعاقب. وفيما يامر به عياده من انصاف بعضهم بعضا والعمل على التسوية فيما بينهم. وكرر مضمون الشهادة بقوله (لا اله الا هو) تأكيدا وتوطئه لقوله (العزيز) العديم المثال القاهر لخلقه الذى لا يرام جنابه عظمه وكبرياء لأنه المنفرد بالالهية الكامل القدرة (الحكيم) فى اأفعاله واقواله وشرعه وتقديره لأنه العالم الذى لا يعزب عن علمه شئ. والقائم بتدبير امور خلقه بالعدل والإنصاف هذا ويطلب ممن قرأ أو سمع هذه الاية أن يقول: وأنا على ذلك من الشاهدين (لقول) الزبير بن العوام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرا هذه الآية (شهد الله أنه لا االه الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) فقال: وأنا على ذلك من الشاهدين. أخرجه أحمد وابن حاتم وابن السنى وكذا الطبرانى بلفظ: وأنا اشهد أن لا اله الا انت العزيز الحكيم. انظر ص ٢٩٦ ج ١ فتح القدير للشوكانى.