للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآية من الأعراف: " إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ " (١)


(١) (آية العراف قوله تعالى: " ان ربكم الله الذى خلق السموات والرض فى ستة ايام ثم استوىعلى العرش يغشى الليل والنهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) ٥٤ (المفردات (فى ستة ايام) أى فى مقدارها. لأن اليوم من طلوع الشمس الى غروبها ولم يكن حينئذ يوم ولا شمس ولا سماء. وقيل ستة أيام كأيام الآخرة كل يوم كألف سنة وقيل كايام الدنيا (والاستواء) لغة العلو والاستقرار والمراد هنا الأول (والعرش) فى الأصل سرير الملك والمراد به عرش الرحمن المحيط بالسموات والأرض وما بينهما وما عليهما (يغشى- بضم فسكون فكسر، أو بضم ففتح فشد - قراءتان. ولم يذكر تغشية الليل بالنهار اكتفاء (وحثيثا) أى سريعا (والخلق) أى المخلوق (والأمر) التصرف (وتبارك) تعالى وتعاظم (والرب) المالك والسيد وهو اسم من اسمائه تعالى (والعالمين) جمع العالم والسموات والرض وما بينهما وأوجده من العالم فى قدر ستة ايام من يوم الاحد الى الجمعة. قال سعيد بن جبير: الله عز وجل قادر على خلق السموات والأرض فى لمحة ولحظة ولكن خلقهن فى ستة ايام تعليما لخلقه التثبت والتأبى فى الأمور ذكره البغوى ص ٤٨٨ ج ٣. وفى الحديث التأبنى من الرحمن والعجلة من الشيطان. أخرجه البيهقى بسنده الى سعد بن سنان عن انس. وسعد ضعيف لم يسمع من انس على الوجه الذى يليق به بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل فإنه تعالى لا يشبه خلقه (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) بل الامر كما قاله الأئمة منهم نعيم بن حماد الجزاعى شيخ البخارى قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه .. فمن أثبت لله تعالى ماوردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذى يليق بجلال الله ونفى عن اللع تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى. وقوله تعالى (يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا) أى يذهب أحدهما ظلام هذا بضياء هذا وضياء ها بظلمة هذا وكل منهما بطلب الآخر طلبا سريعا لا يتأخر عنه بل اذا ذهب احدهما جاء الآخر قال تعالى (لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون) فقوله: ولا الليل سابق النهار. أى لا يفوته بوقت يتأخر عنه بل هو فى أثره بلا واسطة بينهما. ولهذا قال: يطلبه حثيثا (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) أى أن الجميع تحت قهره وتسخيره ومشيئته ولهذا قال (ألا له الخلق والأمر) أى له الملك والتصرف (تبارك الله رب العالمين) كما قال تعالى (تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا).
وقد ورد عن أم سلمة فى قوله: استوى على العرش قالت: الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود كفر. اخرجه ابن مردوية. انظر ص ٢٠٢ ج ٢ فتح القدير للشوكانى (وعن مالك) أن رجلا ساله: كيف استوى على العرش؟ فقال الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول. والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. أخرجه اللالكائى انظر ص ٢٠٢ ج ٢ منه.