للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجبت للجن وتنفارها … وشدّها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى … ليس ذوو الشر كأخيارها

فانهض إلى الصفوة من هاشم … ما مؤمنو الجن ككفارها

قال: فوقع في قلبي الإسلام وأتيت المدينة، فلما رآني رسول الله قال: "مرحبًا بك يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك" قال: قد قلت شعرًا فاسمعه مني فقلت:

أتاني رئيي بعد ليل وهجعة … ولم أك فيما قد بليت بكاذب

ثلاث ليال قوله كل ليلة … أتاك نبيّ من لؤي بن غالب

فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت … بي الذعلب الوجناء عند السباسب

فأشهد أن الله لا رب غيره … وأنك مأمون على كل غائب

وأنك أدنى المرسلين شفاعة … إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل … وإن كان فيما جاء شيب الذوائب

فكن لي شفيعًا يوم لا ذو شفاعة … سواك بمغن عن سواد بن قارب

قال: فضحك النبي حتى بدت نواجذه (قال عمر) : (صدق) سواد (بينما) بالميم (أنا عند آلهتهم) ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر: بينما أنا نائم عند آلهتهم أي أصنامهم (إذ جاء رجل) لم يعرف الحافظ ابن حجر اسمه وعند أحمد من وجه آخر أنه ابن عبس شيخ أدرك الجاهلية (بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جليح) بفتح الجيم وبعد اللام المكسورة تحتية ساكنة فحاء مهملة أي يا وقح ومعناه المكافح والمكاشف بالعداوة، ويحتمل أن يكون نادى رجلاً بعينه أو من كان متصفًا بذلك (أمر نجيح) بنون مفتوحة فجيم مكسورة آخره حاء مهملة من النجاح وهو الظفر بالبغية (رجل فصيح) بالفاء من الفصاحة ولأبي ذر عن الكشميهني يصيح بتحتية مفتوحة بدل الفاء من الصياح (يقول: لا إله إلا أنت) ولأبي ذر عن الكشميهني: لا إله إلا الله (فوثب القوم) بالثاء المثلثة أي قاموا قال عمر: فلما رأيت ذلك (قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح) ولأبي ذر عن الكشميهني يصيح (يقول: لا إله إلا الله لإقمت فما نشبنا) بفتح النون وكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة أي ما مكثنا وتعلقنا بشيء (أن قيل هذا نبي) قد ظهر.

وعند أبي نعيم في دلائله أن أبا جهل جعل لمن يقتل محمدًا مائة ناقة. قال عمر : فقلت له يا أبا الحكم الضمان صحيح؟ قال: نعم. قال: فتقلدت سيفي أريده فمررت على عجل وعم يريدون أن يذبحوه فقمت أنظر إليهم فإذا صائح يصيح من جوف العجل يا آل

<<  <  ج: ص:  >  >>