يقول: إن هذا الممدوح ليس له في العالم نظير, لأنه قد أعطي من حسن الخلق والخلائق ما لم يعط سواه, وهو مع ذلك فيه لكل مغيبٍ حسنٍ مثال.
وقوله:
حسام لابن رائق المرجى ... حسام المتقي أيام صالا
كان بدر بن عمار واليًا من قبل محمد بن رائق, وكان ابن رائق من أصحاب الخليفة الملقب بالمتقي. وكان ابن رائق قد اجتاز بهذه البلاد ليقاتل الأخشيد, فلم يطقه, وقتلته بنو حمدان في أيام ناصر الدولة وسيف الدولة قبل أن تصير حلب في ملك علي بن عبد الله بن حمدان. والحسام: السيف الماضي, يقال: حسم إذا قطع, وربما قالوا: حسامه بالهاء وهي قليلة, ويجوز أن يكونوا أنثوه إذا أرادوا به الصفيحة وهو ما عرض من السيوف.
وقوله:
سنان في قناة بني معد ... بني أسدٍ إذا دعوا النزالا
يقول: بدر سنان في قناة بني معد, نسبه إلى معد بن عدنان. وأصحاب اللغة يزعمون أن الميم في معد أصلية, ويستدلون على ذلك بقولهم: تمعدد الرجل إذا تشبه بمعد. وفي الحديث:«اخشوشنوا وتمعددوا» أي تشبهوا بمعد بن عدنان في صبرهم على الشدائد, ولو كانت الميم زائدةً لوجب عندهم أن يقال: تعددوا, وقد قالوا: تمسكن الرجل فأثبتوا الميم والقياس: تسكن, وقالوا: تمدرع إذا لبس المدرعة, والقياس يوجب: تدرع, وقالوا: تمعدد الغلام إذا اشتد وقوي, قال الراجز:[الرجز]