الدنيا كان محالًا. فإذا قيل: هو كريم فالقائل صادق ومحق, وإن قيل: إن غيره كريم فالقائل كاذب محيل أي قد أتي بالمحال, وكذلك إن أثني عليه بالشجاعة, والحلم وغيرهما مما يحمد.
وقوله:
ويبقى ضعف ما قد قيل فيه ... إذا لم يترك أحد مقالا
يقول: إذا جهد الناس في مدحه فلم يتركوا مقالًا يصلون إليه؛ فقد بقي ضعف ما فيه من المحاسن المذكورة لم يهتد لوصفها الواصفون.
وقوله:
ويابن الضاربين بكل عضبٍ ... من العرب الأسافل والقلالا
القلال: جمع قلةٍ وهي أعلى الرأس, وجعلهم يضربون الأسافل؛ لأنهم إذا ضربوا الفارس في قلة رأسه نزل السيف إلى أسفل جسده.
وقوله:
أرى المتشاعرين غروا بذمي ... ومن ذا يحمد الداء العضالا
المتشاعرون الذين يتشبهون بالشعراء وليسوا كذلك. والداء العضال الذي لا يبرأ, وغروا من قولهم: غري بالشيء إذا أولع به.
وقوله:
ومن يك ذا فمٍ مر مريضٍ ... يجد مرًا به الماء الزلالا
يقول: المتشاعرون يذمونني وليس العيب في وإنما هو فيهم؛ لأنهم يجهلون مقداري. وكيف يحمدونني؛ وإنما أنا كالماء العذب؟ ومن يك ذا فم فيه مرارة لمرض به فإنه إذا شرب الماء العذب ظنه مرًا.
وقوله:
وقائدها مسومةً خفافًا ... على حي تصبحه ثقالًا
الهاء في قائدها ترجع إلى الخيل, والمسومة يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون من السيمة؛ أي العلامة؛ أي لهذه الخيل علامات.