أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنًا أزل وساعدًا مفتولا
يقول: رأى الأسد عضويه فيك: ساعدًا مفتولًا ومتنًا أزل. فإن كان أراد: يرى من رؤية القلب؛ فالمعنى محتمل, وإن كان أراد رؤية العين فالأسد لا يرى متن الرجل إلا وهو مول عنه. والزلل محمود في الرجال مذموم في النساء, وإنما حمد في الرجل لأنه من صفات السباع, ولأن الرجل إذا قل لحم عجزه كان أخف لجسمه, قال الشاعر:[المديد]
مسبل في الحي أحوى رفل ... وإذا يغدو فسمع أزل
فأما الزلل في النساء فمذموم, قال نصيب:[الوافر]
بنفسي كل مهضومٍ حشاها ... إذا ظلمت فليس لها انتصار
إذا ما الزل ضاعفن الحشايا ... كفاها أن يلاث بها إزار
وقال ذو الرمة:[الطويل]
ترى الزل يكرهن الرياح إذا جرت ... ومية إن هبت لها الريح تفرح
وقوله:
في سرج ظامئة الفصوص طمرةٍ ... يأبى تفردها لها التمثيلا
الفرس يوصف بظمأ الفصوص؛ أي قلة اللحم فيهن, وكل رأس مفصلٍ فص, والطمرة: الوثابة, وزعم أن هذها لفرس يأبى تفردها أن يمثل بغيرها.