تأملتها معترةً فكأنما ... رأيت بها من سنة البدر مطلعا
ثم استعمل التأمل في كل شيء ينظر فيه, وإن لم يكن للإنسان فيه أمل, قال أوس بن حجرٍ:[الطويل]
صحا قلبه من سكره وتأملا ... وكان بذكرى أم عمروٍ موكلا
والكلاب: الذي يمارس أمر الكلاب؛ إما لنفسه وأما لغيره, وهو المكلب أيضًا.
وقوله:
عن أشدق مسوجرٍ مسلسل ... أقب ساطٍ شرسٍ شمردل
الأشدق: الواسع الشدق, مسوجر: أي في رقبته ساجور, ومسلسل: أي في رقبته سلسلة, وكل شيء اتصل فهو مسلسل حتى إنهم يقولون: سلاسل البرق؛ يعنون اتصال بعضه ببعض, قال الراجز:[الرجز]
تربعت والدهر عنها غافل
آثار أحوى برقه سلاسل
والأقب: الضامر, وساطٍ: الاشتقاق فيه يدل على أنه من السطوة, وربما فسر الرواة ساطيًا بقولهم: هو الرافع ذنبه, ولعله إنما يفعل ذلك إذا عزم أن يسطو واجتهد في أمر. والشرس: السيئ الخلق, وشمردل: طويل.
وقوله:
منها إذا يثغ له لا يغزل
يثغ له: مجزوم بإذا وإنما يجزم بها في الضرورة, يقال: إن الكلب إذا أدرك الظبي فربما ثغا في وجهه ففزع منه الكلب فعجز عن صيده؛ فيقال عند ذلك: غزل عجز عن صيد الغزال, وكأنهم قالوا: غزل يريدون أنه أصابه ذلك من أجل الغزال فاشتقوا له وصفًا من لفظه.