يقول: لولا أنا هذا الممدوح تولت نفسه النهضة بحلمه فنابت عن الأرض في ذلك؛ لعجزت الأرض أن تحمله فأصابها هد. وناء بها الحمل أي أسقطها إلى الأرض. يقال: ناء إذا نهض, وناء إذا سقط. والنوء عند العرب سقوط النجم, وهو من الأضداد يكون هبوطًا وطلوعًا.
وقوله:
ونادى الندى بالنائمين عن السرى ... فأسمعهم هبوا فقد هلك البخل
يقال: هب النائم إذا انتبه, قال الشاعر: [الطويل]
ألا أيها النوام ويحكم هبوا ... نسائلكم هل يقتل الرجل الحب
وكل هاء وباء مشددة فإنما يستعملان في قوة الشيء ونشاطه, يقال: هب النائم لأنه يفارق السكون ويعمد لما يختار, وهبت الريح إذا جاءت بسكونٍ (*) , وهب التيس إذا نشط للسفاد, وهب السيف إذا اهتز للقطع.
وقوله:
وما تنقم الأيام ممن وجوهها ... لأخمصه في كل نائبةٍ نعل
أخمص الرجل: باطنها, شبه بالبطن الخميص, يقال: رجل خمصان, وامرأة خمصانة إذا وصف بانضمام البطن وخموصه, ويقال للجائع: خميص؛ لأن البطن يفقد الطعام فيضمر.
وقوله:
وما عزه فيها مراد أراده ... وإن عز إلا أن يكون له مثل
وما عزه: أي ما غلبه, وعز هاهنا متعد. والأحسن أن يكون في قوله: وإن عز غير متعد, ويقال في الأول: عزه يعزه بضم العين وفي (١٦٨/ب) الثاني: عز يعز بالكسر. يقول: ما عزه في هذه الدنيا مراد إلا أن يطلب له مثلًا فذلك متعذر لا يوجد.
وقوله:
كفى ثعلًا فخرًا بأنك منهم ... ودهرًا لأن أمسيت من أهله أهل