للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثعل من طيئ, قال حاتم: [البسيط]

يا ليت شعري وليت غير نافعةٍ ... بأي حالٍ بها أمست بنو ثعلا

وثعل: من أسماء الثعلب وكذلك ثعالة. وقوله: بأنك منهم: الباء زائدة, وقوله: إنك منهم مع الباء في موضع رفع كالفاعل لكفى, ودهرًا معطوف على ثعل. يقول: كفى ثعلًا فخرًا أنك منهم, وكفى دهرًا فخرًا أنه أهل لأنك من أهله؛ وكأنه رفع أهلًا في آخر البيت على تقدير قوله: ودهرًا هو لأن أمسيت من أهله أهل. وبعض الناس يرفع دهرًا ولا ينبغي أن يلتفت إلى ذلك.

وقوله:

وويل لنفسٍ حاولت منك غرةً ... وطوبى لعينٍ ساعةً منك لا تخلو

طوبى: كلمة مأخوذة من طاب يطيب, ويقال: إن مكوزة الأعرابي قرأ: {طيبى لهم وحسن مئاب}. وزعم سيبويه أن الفعلى إذا كانت أنثى الأفعل لم تستعمل إلا بالألف واللام أو مضافةً, وإنما قال ذلك يريد بها الأكثر من الكلام, وقد جاءت الفعلى, وهي أنثى الأفعل, على غير ما ذكر إلا أنها قليلة, منها قولهم: طوبى. وكان بعض النحويين ينكر قراءة من قرأ: {وقولوا للناس حسنى} , بغير تنوين؛ لأنه يرى أن الصواب: الحسنى. وقد جاءت أشياء نحو هذا كقولك: هم في دنيا صالحة, وإنما هي الدنيا أنثى الأدنى. وقالوا: هذه امرأة أخرى وخلة أخرى؛ وإنما هي أنثى الآخر, قال ابن أبي ربيعة: [الطويل]

وأخرى أتت من دون نعم ومثلها ... نهى ذا النهى لو يرعوي أو يفكر

وقافيتها من المتواتر.

<<  <   >  >>