الوغرة: شدة الحر. يريد عند طلوع النجم الذي يشتد الحر عند طلوعه؛ وكأنه أراد أن يقول: عند وغرة طلوع النجم, فلم يستقم له الشعر. يقول: هذه الإبل قد أثرت فيها الدياميم تأثير النار في السليط؛ أي الزيت الذي يجعل في الذبال وهي الفتل.
وقوله:
من يزره يزر سليمان في الملـ ... ـك جلالًا ويوسفًا في الجمال
وربيعًا يضاحك الغيث فيه ... زهر الشكر من رياض المعالي
نفحتنا منه الصبا بنسيمٍ ... رد روحًا في ميت الآمال
شبه الممدوح بسليمان (١٦٩/ب) في الملك, والممدوح يعلم أن ذلك كذب؛ ولو كان الشعر في مدح ملكٍ لكان أليق منه إذا كان في قاضٍ, أو تانئٍ.
ونسق ربيعًا على سليمان, ونعت الربيع بقوله: يضاحك الغيث فيه زهر الشكر؛ أي إنه إذا جاد روضت معاليه فظهر فيها زهر الشكر. ونفحتنا الصبا من قولهم: ريح نافحة إذا كانت لينةً طيبةً وهي ضد اللافحة؛ لأن اللافحة تستعمل في الحارة. ونسيم الريح أول هبوبها وما ضعف منها. يقول: كانت آمالنا ميتةً فلما نفحتنا منه الصبا بالنسيم رد روحًا في الأمل الميت.