للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

والجراحات عنده نغمات ... سبقت قبل سيبه بسؤال

زعم أن الجراحات عند الممدوح نغمات تسبق من السؤال سيبه؛ أي يشق عليه ألا يكون سبق إلى المعروف قبل أن يطلب.

وقوله:

فخذا ماء رجله وانضحا في الـ ... ـمدان تأمن بوائق الزلزال

وامسحا ثوبه البقير على دا ... ثكما تشفيا من الأعلال

يقول: خذا الماء الذي يغسل به رجله وانضحاه في المدن. والنضح: إصابة بماء يكون قليلًا وكثيرًا, وهو هاهنا القليل. وجمع مدينةً على مدنٍ, وهذا يدل على أن الميم أصلية في المدينة, وأنها من مدن بالمكان إذا أقام به, ولو كانت زائدة لم يجز معها حذف الياء كما لا يجوز في معيشةٍ: معش. والزلزال إذا كسر أوله فهو مصدر, وإذا فتح فهو اسم. والبوائق: الدواهي. وامسحا ثوبه البقير؛ أي هو مبارك يستسعد بان يمسح ثوبه, وأن يصيب الإنسان شيء من ماء طهوره. والثوب البقير: يقال: إنه الذي لم تكمل خياطته, ويقال: البقير ثوب يشق ويلبس.

وقوله:

وله في جماجم المال ضرب ... وقعه في جماجم الأبطال

فهم لاتقائه الدهر في يو ... م نزالٍ وليس يوم نزال

استعار الجماجم للمال, وجعل هباته كضرب جماجمه, وحسن أن يستعير الجماجم للمال؛ لأن في آخر البيت جماجم الأبطال. يقول: يهب المال فيعلم الأبطال أنهم إذا أجروا إلى خطأ أو تعدوا على ضعيف كان قادرًا على معاقبتهم؛ وكف أيديهم بالقوم الذين يعطيهم ماله؛ فالأبطال معه طول زمنهم في نزالٍ وإن لم يكن ثم حرب ولا منازلة.

وقوله:

رجل طينه من العنبر الور ... د وطين العباد من صلصال

فبقيات طينه لاقت الما ... ء فصارت عذوبةً في الزلال

<<  <   >  >>