يحث نفسه على جزاء الأمير. يقول: إذا كانت الخريدة وهي الحيية من النساء ربما جزت الإحسان موليه إياها, وهي مع ذلك مكسال أي كثيرة الكسل, فأنت لا عذر لك في جزاء ما أهدي إليك.
وقوله:
فإن لم تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جريٍ فلي فيهن تصهال
يقول: إن كنت لا أقدر علي المكافأة من قود الخيل وحمل الأموال؛ لأن شكلي محكمة فهي تمنعني من ظهور الجري - والشكل: جمع شكالٍ وهو ما يشكل به الفرس - فلي ثناء يظهر. وجعل التصهال مثلًا لثنائه على الممدوح.
وقوله (١٧٣/أ):
وما شكرت لأن المال فرحني ... سيان عندي إكثار وإقلال
يدعي أن شكره ليس لأنه فرح بالمال, وهذه دعوى لا تصح.
وقوله:
لكن رأيت قبيحًا أن يجاد لنا ... وأننا بقضاء الحق بخال
يقول: ما شكري لأني فرحت بالصلة, لكني رأيت قبيحًا أن يجاد لي وأكرم, وأنا باخل بالجزاء.
وبخال: جمع باخل, وجمع بخيل بخلاء. وقال في البيت الذي قبله: ما فرحت, وقال في هذا البيت: أن يجاد لنا وأخبر عن جماعة؛ ولو أمكنه الوزن لكان الإحراء على التوحيد أشبه.
وقوله:
فكنت منبت روض الحزن باكره ... غيث لغير سباخ الأرض هطال
قال في البيت الأول: وما فرحت وما شكرت, وقال في البيت الذي بعده: أن يجاد لنا, واحتاج في هذا البيت إلى أن يقول: فكنت منبت روض الحزن: شبه نفسه به.
ويقال: إن الروضة بالحزن أحسن منها بالسهل؛ وذلك أن رعيها يتعذر فلا تطؤها الماشية. والروضة إذا كانت بالسهل كان السوام على رعيها أقدر منه على الروضة إذا كانت بالحزن, وذلك يتردد في الشعر, قال الأعشى: [البسيط]