العرب تصف الرجل بالطول, ولذلك قال الأعشى: [المتقارب]
وإن معاوية الأكرمين ... حسان الوجوه طوال الأمم
أي القامات. وصف الممدوح بالطول وزعم أن الثناء على التنبال, وهو القصير, تنبال مثله, وأن ثناءه طال لطول من أثنى عليه.
وقوله:
إن كنت تكبر أن تختال في بشرٍ ... فإن قدرك في الأقدار يختال
يقال: اختال الرجل إذا بانت الخيلاء في مشيه. يقول: إن كنت لتواضعك وفضلك لا تختال في البشر؛ فإن قدرك يختال في أقدارهم من حيث لا تعلم.
وقوله:
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
يقول: لولا أن المجد والسيادة يصعبان لساد الناس أجمعون. ثم ذكر ما يمنع من السيادة وهو الجبن والبخل, فقال: الجود يفقر والإقدام قتال, وقد وصفت الشعراء أن الأخلاق الشريفة تتعذر على الناس, قال الشاعر: [البسيط]
يا أيها المتمني أن يكون فتًى ... مثل ابن زيدٍ لقد خلى لك السبلا
اعدد نظائر أخلاقٍ عددن له ... هل سب من أحدٍ أو سب أو بخلا
وبيت أبي الطيب مثل بيت الطائي وهو قوله: [الخفيف]
فعلمنا أن ليس إلا بشق النفـ ... ـس صار الكريم يدعى كريما
وقوله:
وإنما يبلغ الإنسان طاقته ... ما كل ماشيةٍ بالرجل شملال