للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصف أن خيلهم سوابق يصطاد عليها الوحش؛ فإذا مرت بروضة ووحش أبت رعيها إلا إذا غلت مراجلنا بلحم الصيد؛ وإنما المراد بهذا الوصف أصحابها وفرسانها؛ لأن الخيل لا يمكن أن تعتقد ذلك, وإنما هذا اللفظ كقولهم: صرعت الخيل فلانًا؛ وإنما صرعه الفارس بطعنةٍ أو ضربةٍ. قال الشاعر: [الطويل]

فكان صريع الخيل أول وهلةٍ ... فأهون به مختار جهلٍ على علم

وقوله:

ولكن رأيت الفضل في القصد شركةً ... وكان لك الفضلان بالقصد والفضل

يقول: كان عزمنا أن نقصدك, والقصد مقترن بفضل القاصد؛ فلما اتفق ورودك كان الفضلان لك لأنك جئتنا فلم نحتج أن نسير إليك. وقد شرح هذا البيت بما بعده وهو قوله:

وليس الذي يتبع الوبل رائدًا ... كمن جاءه في داره رائد الوبل

يقول: ليس الذي يسير فيرد مواقع الغيث كآخر مقيم جاءه المطر في بلاده؛ أي كنت أيها الرجال كالسحاب الذي جاءنا مطره ولم يحوجنا إلى المسير لنرعى ما أنبته فيما بعد من الأماكن.

وقوله:

وقاد لها دلار كل طمرةٍ ... تنيف بخديها سحوق من النخل

هذا المعنى قد سبق إليه الشعراء, قال امرؤ القيس: [المتقارب]

وسالفةٍ كسحوق الليا ... ن أضرم فيها الغوي السعر

يريد أنها شقراء فكأن غويًا أضرم في رأس نخلة نارًا, وهذا نحو من قول طفيل الغنوي: [الطويل]

كأن على أعرافه ولجامه ... سنا ضرمٍ من عرفجٍ متلهب

والليان: جمع لينه وهو ضرب من النخل وقال قوم: كل نخلة لينة. وقافيتها من المتواتر.

<<  <   >  >>