للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

الحسن يرحل كلما رحلوا ... معهم وينزل حيثما نزلوا

في مقلتي رشأٍ تديرهما ... بدوية فتنت بها الحلل

تشكو المطاعم طول هجرتها ... وصدودها ومن الذي تصل

ما أسأرت في القعب من لبنٍ ... تركته وهو المسك والعسل

أسأرت: في معنى أبقت, ولم يزل الكلام يحتمل أن يكون حكايةً عن الطلل, وعن الشاعر حتى جاء هذا البيت وهو قوله:

قالت ألا تصحو

فعلم أنه من كلام الشاعر.

وقوله:

ملك إذا ما الرمح أدركه ... أود ذكرناه فيعتدل

الأود: الاعوجاج, وهذه دعوى مفرطة ولكن الشعراء يفعلون ذلك. يقول: هذا الملك قد عدل في رعاياه حتى إن الرمح إذا اتأذ, أي اعوج, ذكر له فاعتدل.

وقوله:

حتى أتى الدنيا ابن بجدتها ... فشكا إليه السهل والجبل

يقال: هو ابن بجدة الأمر والأرض إذا كان عالمًا بها وبما يشكل من الأمور. يقال: بجد في المكان إذا أقام به, لأن من أقام بالأرض علم كيف تكون أحوال أهلها, وكيف يجب أن يدبرها من وليها, فلما جاء هذا الممدوح إلى الدنيا وهي محتاجة إلى العدل شكا سهلها وجبلها إليه.

وقوله:

شكوى العليل إلى الكفيل به ... ألا تمر بجسمه العلل

يقول: شكا إليه السهل والجبل شكوى العليل إلى الكفيل به, والهاء في به راجعة إلى العليل. والكفيل الذي يكفل أي يضمن, والمضمون أن هذا العليل لا تمر العلل بجسمه.

<<  <   >  >>