قطري بن الفجاءة المازني. والبيت الذي أوله:«قدروا» قلما يوجد مثله في الأشعار لأنه أخبر عن الممدوحين بعشرة أخبار في بيتٍ واحد, وهو الرابع من الكامل, ولو أنه الأول لجاز أن يجيء فيه اثنا عشر خبرًا من هذا الجنس.
وقوله:
فوق السماء وفوق ما طلبوا ... فإذا أرادوا غايةً نزلوا
ادعى أن هؤلاء القوم فوق ما يطلبون من المعالي؛ فإذا أرادوا غايةً لا يصل إليها سواهم نزلوا إليها من مراتبهم إذ كانت أشرف مما يلتمسون.
وقوله:
قطعت مكارمهم صوارمهم ... فإذا تعذر كاذب قبلوا
يقول: هؤلاء القوم كرام تصد مكارمهم سيوفهم أن تقتل أعاديهم, فإذا تعذر إليهم المذنبون قبلوا المعاذير, وإن علموا أنها ليست بالصادقة.
وقوله:
لا يشهرون على مخالفهم ... سيفًا يقوم مقامه العذل
يقول: هؤلاء القوم فيهم رفق وإحسان؛ فهم لا يشهرون سيفًا إذا كان القول يكفيهم أن يشهروه. وهذا المعنى قد سبق إليه المتقدمون, وقال بعض الملوك: إذا كفاني الكلام لم أرفع السوط, وإذا كفاني السوط لم أشهر السيف.
وقوله:
فأبو علي من به قهروا ... وأبو شجاعٍ من به كملوا
حلفت لذا بركات غرة ذا ... في المهد ألا فاتهم أمل
أبو علي هو: الحسن بن بويه والد عضد الدولة أبي شجاع. يقول: أبو علي الذي ظفرهم بالمملكة, وأبو شجاع كملت لهم به الإرادة. والقافية من المتراكب.