للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بك؛ وإنما أخذوك ببأسهم وقوتهم ولم تعنهم عليك غيل الدهر؛ أي لم يلحقك موت ولا مرض فيصدك عن القتال.

وقوله:

لا يستحي أحد يقال له ... نضلوك آل بويه أو فضلوا

قدروا عفوا, وعدوا وفوا, سئلوا ... أغنوا, علوا أعلوا, ولوا عدلوا

يقال: استحيا الرجل واستحى وقد مر. ونضلوك أصله في النضال أي المراماة؛ يقال: ناضل فلان فلانًا إذا راماه, فإذا غلب واحد منهما الآخر قيل: نضله ينضله, وأصل النضال أن يتراميا لينظر أيهما أجود رميًا وأبعد سهمًا, ثم جعل النضال المراماة في الحرب, قال أبو حية النميري: [الطويل]

ألا رب يومٍ لو رمتني رميتها ... ولكن عهدي بالنضال قديم

ثم أخرج النضال إلى المفاخرة وإن لم يكن ثم رماء, قال الشاعر: [البسيط]

قد ناضلوك فأبدوا من كنائنهم ... مجدًا تليدًا ونبلًا غير أنكاس

يقال: إنهم كانوا إذا جزوا ناصية فارس جعلها أحدهم في كنانته, فإذا فاخر أظهرها وقال: هذه ناصية فلان.

والمعنى أن الشاعر قال: لا يستحي أحد يقال له: نضلك آل بويه أو نضلوك, وهذا نحو قولهم في صدر الإسلام: ما استحيا فارس انهزم من عبد الله بن خازم السلمي أو من

<<  <   >  >>