للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريد أنها تنبت في قفاه كما تنبت في وجهه, فإذا أقبل فله لحية, وإذا أدبر فكذلك. يقول: رميت هذه الوعول بوبلين من نبال. وأصل الوابل في المطر, وهو الشديد الوقع, والنبال: جمع نبلٍ. وقال قوم: لا يقال للواحدة نبلة, وقال غيرهم: بل يقال: نبلة ونبلة, والقياس يوجب أن يقال: نبلة.

وقوله:

من أسفل الطود ومن معال ... قد أودعتها عتل الرجال

في كل كبدٍ كبدي نصال

دل على الوابلين من أين مجيئهما بقوله: من أسفل الطود ومن معال. والعتل: القسي الفارسية, وهذا البيت يروى لأمية بن أبي الصلت: [البسيط]

يرمون عن عتلٍ كأنها غبط ... وزمخرٍ يعجل الرامين إعجالا

ويروى: المرمي إعجالًا, والغبط: جمع غبيطٍ وهو مركب من مراكب النساء. يريد أن قسيهم منقوشة لأنهم كانوا ينقشون غبيط المرأة, والزمخر: سهام قصبية. والرجال: جمع راجل مثل: شاهد وشهادٍ, قال الشاعر: [الطويل]

أشد على رجال سعدٍ ونائل ... ومن يدعي الداعي إذا هو نددا

والهاء في أودعتها راجعة إلى الأوعال؛ يريد أن الرماة قد جعلت في كبد كل وعلٍ كبدي نصال, وكبد النصل ما غلظ منه.

وقوله:

فهن يهوين من القلال ... مقلوبة الأظلاف والأرقال

يهوين, يعني الوعول, أي يرمين فيتساقطن ولا ينحدرن كعادتهن في الانحدار؛ بل تنقلب أظلافهن وإرقالهن؛ لأنهن كن يقمن على الأظلاف ويرقلن بها فسقطن على غير هذه السجية.

<<  <   >  >>