للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

إذا ضربته الريح ماج كأنه ... تجول مذاكيه وتدأى ضراغمه

يقول: إذا ضربت هذا الحيوان الريح ماج فكأنه تجول مذاكيه أي خيله المسان. وتدأى ضراغمه أي تختل. أداه ودآه إذا ختله, فمضارع أدا: يأدو, ومضارع دأى: يدأى, ومن أمثالهم: «الذئب يأدو للغزال يختله» , وبعض الناس يروي: يذأى بالذال معجمة, يأخذه من: ذأى الفرس إذا عدا, والوجه الأول هو الصواب.

وقوله:

وفي صورة الرومي ذي التاج ذلة ... لأبلج لا تيجان إلا عمائمه

كان ملك الروم مصورًا في الخيمة وقد صور معه سيف الدولة, وقد اعتمد المصور أن يذلل الرومي لصورة سيف الدولة. ومن كلامهم القديم: «العمائم تيجان العرب والسيوف أرديتها والحبى جدرانها».

وقوله:

تقبل أفواه الملوك بساطه ... ويكبر عنها كمه وبراجمه

البراجم: عقد الأصابع الأواخر وهي التي تليها الأشاجع, وقيل: هي عروق ظاهر الكف, وقيل: بل هي عظامها, ويقال: إن البرجمة غلظ الكلام. والبراجم أحياء من تميم, ومن أمثالهم: «إن الشقي وافد البراجم»؛ وذلك أن عمرو بن هند اللخمي لما قتل أخوه أسعد, وكان مسترضعًا في بني دارم, آلى أن يقتل منهم مئةً؛ فلما قتلهم يوم أوارة بقي واحد لم يقتله ولم يجد دارميًا يتم به المئة. واجتاز بهم رجل من البراجم فاشتم رائحة القتار فظن أن ثم طعامًا فجاء يلتمس ذلك, فلما جاء سئل عن نسبه فذكر أنه من البراجم؛ وهم من تميم؛ فيقال: إن عمرو بن هند, أو غيره قال: إن الشقي وافد البراجم وأمر بطرحه في النار.

<<  <   >  >>