للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نتيلة: امرأة من النمر بن قاسط كانت عند عبد المطلب فولدت له العباس وضرارًا, وإياها عنى البحتري بقول: [الكامل]

نمرية ولدت لكم أسد الشرى ... والنمر - بعد - ووائل أخوان

وقوله (١٨٢/أ):

وأحسن من ماء الشبيبة كله ... حيا بارقٍ في فازةٍ أنا شائمه

الفازة: الخيمة, والحياء: المطر العام, وكأنه جعل سيف الدولة حيا بارقٍ.

وقوله:

عليها رياض لم تحكها سحابة ... وأغصان دوحٍ لم تغن حمائمه

يريد أن في الخيمة تصاوير وفيها رياض لم ينسجها السحاب, وإنما صنعها الآدميون, وقد صورت فيها أغصان دوحٍ. والدوح شجر عظام, ومن شأن الأغصان أن يغني بها الحمام. وهذا الدوح لم تغن حمائمه لأنها لا يمكنها أن تقف عليه إذ كان ليس بدوحٍ في الحقيقة. يقال: استداحت الشجرة الصغيرة إذا عظمت. قال الشاعر: [الطويل]

عريفجة الحسل استداحت بأرضنا ... فيا لعباد الله للأشر المردي

هذا مثل قولهم: «إن البغاث بأرضنا يستنسر»؛ أي إن الحقير عندنا يتعظم. والبغاث: ما لا يصيد من الطير.

وقوله:

ترى حيوان البر مصطلحًا بها ... يحارب ضد ضده ويسالمه

يقول: هذه الخيمة قد اصطلح في تصاويرها حيوان البر, فكأن بعضه لا يريب بعضًا, فالأسد لا يروع الشاة ولا غيرها من الفرائس. والنصف الثاني من البيت شرح للأول لأنه قال: يحارب ضد ضده, وهذه صفة حيوان البر, ثم قال: ويسالمه؛ أي هذا الحيوان الذي في الخيمة يسالم بعضه بعضًا لا يروعه.

<<  <   >  >>