للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعاتق: يذكر ويؤنث, والتذكير أغلب عليه. قال الشاعر: [السريع]

لا صلح بيني فاعلموه ولا ... بينكم ما حملت عاتقي

سيفي وما دمنا بنجدٍ وما ... قرقر قمر الواد بالشاهق

ويروى: الملك الأغر بفتح الميم وضمها, فإذا فتحت الميم فالمراد الخليفة صاحب الملك, وإذا ضمت فالمراد المملكة, والمعنيان متقاربان.

وقوله:

ويستكبرون الدهر والدهر دونه ... ويستعظمون الموت والموت خادمه

هذه مبالغة لا يجوز أن يكون من يقولها صادقًا, لأنه ادعى له أنه أكبر من الدهر, وزعم أن الموت خادمه؛ والموت إنما هو خادم لرب العالم تباركت عزته, ولو كان الموت خادمه كما ذكر لامتنع من أن يموت.

وقوله:

وإن الذي سمى عليًا لمنصف ... وإن الذي سماه سيفًا لظالمه

وما كل سيفٍ يقطع الهام حده ... وتقطع لزبات الزمان مكارمه

رضي له أن يكون اسمه عليًا لأنه من العلو مشتق. وقد وصف الله سبحانه وبهذا الوصف. وذكر أن من سماه سيفًا ظالم له لأنه إنسي يقدر على أشياء لا يقدر عليها الحديد وما جرى مجراه؛ إذ كانت الجوامد لا توصف بحس ولا معقولٍ؛ وإنما هي شخوص مرئية ليس عندها نطق ولا سواه. واللزبات: جمع لزبة وهي الشدة التي تدوم, وسكن الزاي من اللزبات والفتح أجود, وقد مضت أشباه لذلك. وقافيتها من المتدارك.

<<  <   >  >>