كالحوت لا يشبعه ما يلهمه ... يصبح عطشان وفي البحر فمه
وقوله:
والذي يضرب الكتائب حتى ... تتلاقى الفهاق والأقدام
الفهاق: جمع فهقةٍ وهي خرزة العنق المتصلة بالظهر, وإنما قيل لها: فهقة لأنها تفهق موضعها أي تملؤه. قال الراجز:[الرجز]
لا ذنب للبائس إلا في الورق ... وتضرب الفهقة حتى تندلق
تندلق: أي تخرج من موضعها.
وقوله:
وكفاحًا تكع عنه الأعادي ... وارتياحًا تحار منه الأنام
يقال: كع الرجل يكع إذا عجز عن الشيء, وكسر الكاف في يكع أكثر, وقد حكي فتحها. وقال قوم: يقال: كع وكاع وكاء بمعنى واحد.
وقوله:
إما هيبة المؤمل سيف الدو ... لة الملك في القلوب حسام
فكثير من الشجاع التوقي ... وكثير من البليغ السلام
المعنى: أن هيبة هذا الملك عظيمة؛ فإذا توقى الشجاع صولته فذلك منه مستكثر, وإذا قال له البليغ: السلام عليك, أو نحو ذلك, فقد عظم ما فعل لأن هيبته توجب ألا ينطق أحد بين يديه. وذهب قوم إلى أن المراد أن الشجاع يكثر التوقي منه لأنه يشاهد من الهيبة ما يحمله على ذلك, والبليغ يسلم تسليمًا بعد تسليم فيكثر السلام لأنه لا يقدر على غيره, والمعنى الأول أشبه. وقافيتها من المتواتر.