للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما دنا قلت ادن دونك إنني ... وإياك في زادي لمشتركان

وبت أقد الزاد بيني وبينه ... على ضوء نارٍ مرةً ودخان

وقلت له لما تكشر ضاحكًا ... وقائم سيفي من يدي بمكان

تعش فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما ... أخيين كانا أرضعا بلبان

ولو غيرنا نبهت تلتمس القرى ... رماك بسهمٍ أو شباة سنان

وقال المرقش في نحو من ذلك: [الطويل]

ولما أضأنا النار عند شوائنا ... عرانا عليها أطلس اللون بائس

نبذت إليه فلذةً من شوائنا ... حياءً وما فحشي على من أجالس

فآض بها جذلان ينفض رأسه ... كما آض بالنهب الكمي المخالس

وقوله:

ومهجةٍ مهجتي من هم صاحبها ... أدركتها بجوادٍ ظهره حرم

يقول: ورب مهجةٍ مهجتي من هم صاحبها أي هو يؤثرأن يقتلني - أدركتها - أي بلغت ما أريد منها - بجوادٍ ظهره حرم؛ أي إذا ركبته فكأنني في حرمٍ لا يصل إلى أحد بسوء.

وقوله:

رجلاه في الركض رجل واليدان يد ... وفعله ما تريد الكف والقدم

يريد أن رجليه كل واحدةٍ منهما مثل الأخرى في العدو, وكذلك يداه, ويجوز أن يريد أنهما تقعان معًا. وفعله؛ يعني الجواد؛ ما تريد كف راكبه وقدمه؛ أي هو جواد مؤدب, فإذا قصر عنانه قصر في الجري, وإذا أرخي له في العنان بذل ما يريده الراكب من الجري, وكذلك إن حرك الفارس قدمه عليه ليمتري حضره فإنه يسمح بما يرضيه. ونحو من هذا المعني

<<  <   >  >>