تقول في الكلام: أصابني تعب جر فلان إلى ذلك؛ أي بجره, ومن أجل جره؛ أي يسهر القوم لأجل هذه الشوارد ويختصمون, وأنا نائم لا أشعر بذلك.
وقوله:
وجاهلٍ مده في جهله ضحكي ... حتى أتته يد فراسة وفم
الواو في معنى رب, ومده؛ أي جذبه وجره, وفي الكتاب العزيز: {وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون}. يقول: رب جاهلٍ غره مني ضحكي. يقال: ضحك, وضحك, وضحك, وضحك, وقد مضى القول في ذلك, وأن حروف الحلق إذا كانت ثاني فعل من الأسماء أو فعلٍ من الأفعال جازت فيها هذه الوجوه الأربعة. وقيل للطلع: ضحك كأن النخل يضحك عنه, وشبهوا به العسل الأبيض. قال الهذلي: [الطويل]
فجاء بمزجٍ لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النخل
ويد فراسة؛ أي تدق الأعناق. وأصل الفرس: دق العنق, ثم صار كل قتل فرسًا. قال الهذلي: (١٨٨/ب) [البسيط]
يا مي لا يعجز الأيام ذو لبدٍ ... من الضراغم رزام وفراس
الرزام: الذي يجثم على فريسته.
وقوله:
إذا رأيت نيوب الليث بارزةً ... فلا تظنن أن الليث مبتسم
يقول لسيف الدولة: إذا الليث أبرز نيوبه فليس ذلك تبسمًا منه؛ وإنما هو إرادة للصولة, وهذا نقيض ما زعمه الفرزدق في وصف الذئب لما رفع ناره, فجاءه يلتمس عنده الخير, فقال وذكر الذئب: [الطويل]