للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا ترحلت عن قومٍ وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم

هذه دعوى كغيرها, وإنما غرضه أن الرجل إذا فارق أناسًا وقد ظنوا أنه غير مفارقً لهم أسفوا له فكأنهم راحلون.

وقوله:

شر البلاد مكان لا صديق به ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصم

الوصم: العيب. يقال: ما في العود وصم ولا فصم. فالوصم ما فيه من عقدة ونحوها, والفصم الأثر فيه نحو الشق. وقد يكون الانفصام انقطاعًا, وفي الكتاب العزيز: {لا انفصام لها}. والتوصيم يزعمون أنه في معنى الكسل, وهو راجع إلى معنى الوصم. قال لبيد: [الرمل]

وإذا حاولت أمرًا فارتحل ... ثم لا يثنيك توصيم الكسل

وجاء في الحديث: «إن الإنسان إذا نام حتى يصبح أصبح موصمًا؛ أي به كسل».

وقوله:

وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم

يقول: شرد البلاد مكان يعوزك فيه الصديق, وشر ما يقتنصه الإنسان - أي يصيده - قنص تشترك فيه البزاة الشهب والرخم؛ لأن البزاة تصيد, والرخم إنما يقع على الجيف, وكأنه جعل ما يصيبه في هذه البلاد من الرزق شيئًا لا خير فيه؛ لأن الرخم تقع عليه فتصيب منه كما تصيب البزاة. ويقال في جمع الرخمة: {خم (١٨٩/ب) كما يقال في جمع الخشب:

<<  <   >  >>