للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: سيف الدولة يريد أن يكون الناس غيره مثله في الشجاعة, وذلك ما لا تدعيه الأسد؛ أي لا تدعي أنها مثله في الشجاعة.

وقوله:

تفدي أتم الطير عمرًا سلاحه ... نسور الملا أحداثها والقشاعم

يعني بأتم الطير عمرًا: النسور. وبعض الناس يدعي أنه يعمر خمس مئة سنة, وبعضهم يقول: عمره ثمانون سنة, وهو أشبه. وقوله: نسور الملا بدل من قوله: أتم الطير. والملا: المتسع من الأرض, واستعمل الأحداث للنسور استعارةً من الإنس, والقشاعم: المسان, وأكثر ما يستعمل في النسور.

وقوله: تفدي أتم الطير؛ لما كان أتم يقع على القليل والكثير حسن أن يقول: تفدي فيؤنث. وادعى أن النسور تقول لسلاحه: جلعنا الله فداك, ونحو ذلك؛ لأنها كفتها أمر المطاعم؛ إذ كان الممدوح يقتل بها الناس فتقع عليهم النسور. والنسر لا يقتنص وإنما يسقط على الجيف, وقد بين الشاعر الغرض في البيت الآتي فقال:

وما ضرها خلق بغير مخالبٍ ... وقد خلقت أسيافه والقوائم

يقول: ما ضرها أنها خلقت لا مخالب لها تقتنص, وقد خلقت أسياف الممدوح وقوائمها؛ فهو يكفيها أن تصطاد كغيرها من الجوارح.

وقوله:

هل الحدث الحمراء تعرف لونها ... وتعلم أي الساقيين الغمائم

وصف الحدث بالحمراء؛ لأنه زعم أن الدم أريق عليها فاحمرت, فقال الشاعر: هل الحدث تعرف لونها وتعلم أي ساقييها الغمائم؟ فقد علم أنها لا تعلم, وذلك سائغ في الكلام, ثم شرح أمر الساقيين.

وقوله (١٩٠/ب):

سقتها الغمام الغر قبل نزوله ... فلما دنا منها سقتها الجماجم

<<  <   >  >>