للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ... ووجهك وضاح وثغرك باسم

الأبطال: جمع بطلٍ وهو الذي يبطل قرنه؛ أي لا يجعل له فعلًا. وكلمى: جمع كليم وهو الذي به كلم أي جرح, وهزيمة في معنى مهزومةٍ. وأنت في حال هذه الشدة تبتسم ووجهك وضاح لم يتغير.

وقوله:

ضممت جناحيهم على القلب ضمةً ... تموت الخوافي تحتها والقوادم

يعني بالجناحين: ميمنة العسكر وميسرته؛ ولما جعل للجيش جناحين استعار له قوادم وخوافي. وقال بعض الناس: الجناح عشرون ريشةً: أربع قوادم, وأربع مناكب, وأربع أباهر, وأربع خواف, وأربع كلى. وقال قوم: ما ظهر من الريش فهو قوادم, وما استتر فهو كله خوافٍ. والمراد: أنك ضممت جناحيهم على القلب فمات من في الميمنة والميسرة, وهما الجناحان.

وقوله:

حقرت الردينيات حتى طرحتها ... وحتى كأن السيف للرمح شاتم

الناس في الشام والعراق يروون هذه البيت: شاتم, وله وجه؛ أي كأن السيف لم يرض فعل الرمح فهو يشتمه, ولو رويت: للسيف شائم؛ لكان للبيت معنى ألطف في نقد الشعر؛ لأنهم يقولون: شام السيف؛ إذا أغمده. فكأنه يقول: لما جاء السيف كان كأنه قد شام الرمح. وليس من عادة الرماح

أن تشام, ولكنه لما عطل الرمح كان كأنه قد شامه.

وقوله:

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ... وقد كثرت حول الوكور المطاعم

يريد أن الخيل صعدت به في الجبال حتى أتت وكور الطير كالصقور والعقبان, وقد كثرت المطاعم هنالك فهي لا تفتقر إلى طلبها. وذري الجبال: أعاليها.

وقوله:

تطن فراخ الفتخ أنك زرتها ... بأماتها وهي العتاق الصلادم

<<  <   >  >>