تجمع فيه كل لسنٍ وأمةٍ ... فما تفهم الحداث إلا التراجم
يقال: لأبني فلانٍ لسن؛ أي لغة. يقول: في هذا الخميس أصناف العالم فكل منهم يحتاج إلى ترجمانٍ يفسر له ما يسمع. والحداث: الذي يتحدثون. قال الشاعر:[الطويل]
أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن ... وأخليت فاستعجمت عند خلائي
ولفظ الحداث يدل على أنه جمع حادثٍ, ولم يقولوا: رجل حادث من الحديث؛ استغنوا عنه بقولهم: حدث وحدث, وجاء حداث على تقدير حادث.
وقوله:
فلله وقت ذوب الغش ناره ... فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
ذكر النار لأن تأنيثها غير حقيقي. والضبارم: الشديد من الأسد والناس. وإن كانت الميم في دلامصٍ وهرماسٍ زائدة فما يمتنع أن تكون أن تكون في ضبارمٍ كذلك, ويكون اشتقاقه من: ضبرت الشيء إذا جمعته, وتكون الميم زائدةً كزيادتها في زرقمٍ وخدلمٍ.
وقوله:
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ... وفر من الفرسان من لا يصادم
يقول: إن السيف الذي لا يقطع الدرع والدارع تقطع لأنه عجز وكهم, وفر من الفرسان من لا يقدر على المصادمة.
وقوله:
وقفت وما في الموت شك لواقفٍ ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
يقول: وقفت في وقت من وقف فيه فقد أيقن بموته؛ فكأنك في جفن الردى وهو نائم لا يحس بك.