للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهما شعريان: الشعرى العبور, وهي أضوأهما, والشعرى الغميصاء, وهي أقل منها صوءًا, ويقال: غميضاء بالضاد.

ومن أحاديث الأعراب أن الشعريين أختا سهيل. الشعرى العبور قد عبرت المجرة فهي تراه, وقد استعبرت من البكاء. والغميصاء لم تعبر المجرة فقد أغمصها بكاؤها؛ أي: جعل فيها غمصًا, وهو مثل الرمص. وإذا شبهت المرأة بالشعرى فإنما تعنى بها الشعرى العبور لأنها ذات الضياء والنور. قال الشاعر: [الوافر]

ألا قالت بهيشة ما لنفرٍ ... أراه غيرت منه الدهور

وأنت كذاك قد غيرت بعدي ... وكنت كأنك الشعرى العبور

والشكائم: جمع شكيمة, وهي حديدة اللجام. ويقال: فلان ذو شكيمة؛ أي: ذو شدةٍ. قال عمرو بن شأسٍ الأسدي: [الطويل]

وإن عرارًا إن يكن ذا شكيمةٍ ... تقاسينها منه فلا أملك الشيم

والحكم: جمع حكمةٍ, وهو ما يكون على أنف الفرس. يقول: قد جعلت الحكم في آنافها وسومًا.

(١٩٤/أ) وقوله:

حتى وردن بسمنينٍ بحيرتها ... تنش بالماء في أشداقها اللجم

يريد أن لجمها قد حميت فصارت كالجمر؛ فإذا أصابها الماء سمع لها نشيش؛ وهذا كما قال لبيد يصف ما صبه في حوض: [الرمل]

<<  <   >  >>