للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهرقنا لهما في داثرٍ ... لضواحيه نشيش بالبلل

وقوله:

وأصبحت بقرى هنزيط جائلةً ... ترعى الظبى في خضيبٍ نبته اللمم

في ترعى ضمير يعود إلى الخيل, ويعني بالخصيب: الشعر.

وقوله:

فما تركن بها خلدًا له بصر ... تحت التراب ولا بازًا له قدم

يقول: ما تركن بهذه الناحية خلدًا - أي رجلًا - قد دخل في مغازة, كما يدخل الخلد في الأرض؛ إلا أن هذا الخلد يبصر وهو يشابه الخلد في اختفائه, ويخالفه في نظره. ولا بازًا له قدم؛ أي ولا بازًا - يعني رجلًا مثل الباز - يكون في أعالي الجبال؛ إلا أنه له قدم مثل أقدام الناس. يقول: يهرب فيقف حيث يقف البازي, إلا أنه ذو قدمٍ. وفي الباز لغة قد مضى ذكرها.

وقوله:

ولا هزبرًا له من درعه لبد ... ولا مهاةً لها من شبهها حشم

يعني بالهزبر: رجلًا مثل الأسد, ودرعه كاللبد عليه. واللبد: الشعر الذي يكون على كتفي الأسد. ويعني بالمهاة: امرأة جميلة شبهها بالبقرة الوحشية, وهي المهاة. وقد أكثرت الشعراء من ذلك. قال زهير: [الوافر]

تنازعت المها شبهًا ودر الـ ... ـبحور وشاكلت فيها الظباء

فأما ما فويق الجيد منها ... فمن أدماء مرتعفها الخلاء

وأما المقلتان فمن مهاةٍ ... وللدر الملاحة والصفاء

والمهاة التي ذكرها هي بنت رئيس, فلها حشم من جنسها. وحشم الإنسان, أصله: الذين يغضب لهم إذا لحقهم ضيم, ثم سمي الخدم حشمًا. ويقال: حشمت الرجل

<<  <   >  >>