وقوله: لا تستدام بأمضى منهما النعم: شرح في هذا النصف مراده في النصف الأول, ولا يمكن أن يكون النصف الثاني صفةً لشكر الله وللشطب لأنهما مختلفان في الإعراب.
وقوله:
ألقت إليك دماء الروم طاعتها ... فلو دعوت بلا ضرب أجاب دم
يسابق القتل فيهم كل حادثةٍ ... فما يصيبهم موت ولا هرم
يقول: أطاعتك دماء الروم فلو دعوتها بغير السيوف لأجابتك؛ أي: لو قلت لها: هلمي أو انسفكي لفعلت ما تأمرها به من غير أن تسل سيفًا؛ فادعى أن القتل يسابق فيهم الحوادث, فما يمهل الشاب إلى الهرم, ولا يسمح للميت أن يموت بغير السيف.
وقوله:
نفت رقاد علي عن محاجرها ... نفس يفرح نفسًا غيرها الحلم
المحاجر: جمع محجرٍ وهو ما حول العين. فأما المحجر فهو ما يحجر من الأفعال. قال حميد بن ثور: [الكامل]
وهممت أن أخطو إليها محجرًا ... ولمثلها يخطى إليه المحجر
يقول: نفس هذا الممدوح عظيمة فلا تقتنع إلا بعظام المكارم, ونفس غيره دنية فهي تفرح بما تراه في الحلم وإن علمت أنه ليس بحق. ويحتمل معنى آخر وهو أن عليًا تنفي رقاده نفس شريفة, ونفس غيره ترضى بالنوم لأنه هدوء وراحة؛ وهذا أبلغ من المعنى الأول.
وقوله:
القائم الملك الهادي الذي شهدت ... قيامه وهداه العرب والعجم
أصل القيام أن يكون ضد القعود, ثم قالوا: قام الملك إذا صارت المملكة إليه, كما قال القائل: [الطويل]
إذا مات منا سيد قام سيد ... قؤول لما قال الكرام فعول
وقوله: