للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ولكنني مما ذهلت متيم ... كسالٍ وقلبي بائح مثل كاتم

يقول: ما علمت بما بي بين تلك المعالم, ولكنني مما ذهلت - أي مما تغير عقلي - ظللت كأنني سالٍ؛ وأنا متيم. وقلبي بائح مثل كاتم؛ أي: لم أدر بما كنت فيه. وشدهت قريبة من معنى ذهلت؛ إلا أن أكثر ما تستعمل الشده فيما لم يسم فاعله.

وقوله:

وقفنا كأنا كل وجد قلوبنا ... تمكن من أذوادنا في القوائم

الأذواد: جمع ذودٍ, وقد استعمل الأذواد للإبل المركوبة وإنما يستعمل الذود للإبل الراعية, وهذا جائز على الاستعارة؛ لأن الأذواد يجوز أن تذلل فتصير عيرًا تحمل ميرةً, أو مطايا يسافر عليها الركبان. يقول: كأن وجد قلوبنا تمكن من قوائم مطايانا فهي لا تقدر على البراج.

وقوله:

ودسنا بأخفاف المطي ترابها ... فلا زلت استشفي بلثم المناسم

يقول: دسنا بأخفاف المطي تراب هذه المعالم؛ فلازلت أستشتفي الله سبحانه بأن ألثم مناسم هذه المطي أرجو البرء والخلاص مما أنا فيه.

وقوله:

ديار اللواتي دارهن عزيزة ... بطول القنا يحفظن لا بالتمائم

يقول: هذه المعالم ديار اللواتي دارهن عزيزة, وتحفظ بالطولى من القنا لا بالتمائم؛ لأن بعض الناس يعلق على الأطفال التمائم خشية العين والجن فيما يزعمون. قال ابن ميادة أو غيره: [الطويل]

أحب بلاد الله ما بين منعجٍ ... إلي وبصرى أنيصوب سحابها

بلاد بها نيطت علي تمائمي ... وأول أرض مس جلدي ترابها

<<  <   >  >>