للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

حسان التثني ينقش الوشي مثله ... إذا مسن في أجسامهن النواعم

هذه مبالغة يخرج بها المعنى إلى الإحالة, ولو أن غانيةً ينقش الوشي في جسدها مثله لم يكن للرجال فيها غرض؛ لأنها خارجة عن حال الآدميات. وقد وصفت الشعراء في القديم النعمة ولم تبالغ هذه المبالغة. قال امرؤ القيس: [الطويل]

من الخفرات البيض لو دب محول ... من الذر فوق الإتب منها لأثرا

وقال حسان: [الخفيف]

لو يدب الحولي من ولد الذ ... ر عليها لأندبتها الكلوم

والذر والنمل لهما قرص ليس للوشي.

وقوله:

ويبسمن عن غر تقلدن مثلها ... كأن التراقي وشحت بالمباسم

الغر: جمع أغر وغراء؛ وإنما عدل إلى الغر عن الدر لأن الدرة ربما كانت عظيمة فلان يحسن أن تشبه بها السن (١٩٦/أ) , وسكن ياء التراقي للضرورة وقد كرر مثل لك. وواحد التراقي: ترقوة, وقالوا في جمعها: ترائق قلبوها عن التراقي, وأنشد أبو عبيدة: [الطويل]

هم زودنوني يوم قو حرارةً ... خلال الحشى تجول بين الترائق

وقوله:

فما لي وللدنيا طلابي نجومها ... ومسعاي منها في شدوق الأراقم

طلابي مبتدأ, ونجومها خبره, والمعنى: الذي أطلب نجومها فأقام المصدر مقام المفعول, فكأنه قال: مطلوبي نجومها, ولو نصب نجومها لجاز كما تقول: ضربي فلانًا, وهذا مثل قولهم: رأي عيني فلانًا يفعل كذا. قال الراجز: [الرجز]

<<  <   >  >>