وإنما همزة لأنه مأخوذ من اليد الشؤمى أي الشمال, وذلك أن الرجل إذا وقف بمكة ونحوها واستقبل مطلع الشمس كان الشام عن شماله واليمن عن يمينه. وقالوا في النسب: رجل شآمٍ؛ فحذفوا الياء وكسروا الميم في الرفع والخفض, وقالوا في النصب: رأيت شآميًا, ويجوز في النسب إليه: شأمي على وزن فعلي, وشامي بغير همز إلا أن الياء مشددة. فأما قول الناس: الشآم على مثال الشغام؛ فذلك ردئ جداً, وقد استعمله حبيب بن أوس والوليد بن عبيد, وقد جاء في بعض الشعر القديم. قال رجل من طيئ:[الطويل]
هذا الكلام متعلق بما قبله. يقول: أأبقي مرامًا وظلمي يرام دون أن يشرق الحجاز ونجد؟ ! أي إني يجب علي أن أجر الجيوش ومعهم القنا حتى يشرق به الحجاز ونجد وغيرها من البلاد مثل شرق الجو بالغبار إذا سار هذا الممدوح.
وقوله:
الأديب المهذب الأصيد الضر ... ب الذكي الجعد السري الهمام
(١٩٨/أ) يقال: رجل ضرب إذا كان خفيف اللحم. قال طرفة:[الطويل]
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحية المتوقد
والجعد: يجوز أن يعني جعودة الشعر؛ لأنه إن أراد به جعودة الجسم فهو ضد الضرب؛ لأن الجعل ضد السبط.
وقوله:
يتداوى من كثرة المال بالإقـ ... ـلال جودًا كأن مالًا سقام