للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسل دينها الحل؛ أي إنها لا تقتل إلا من يجب قتله, ولكن زيها زي المحرم لأنها تقر في الغمود, فهي عارية.

وقوله:

كتبت في صحائف المجد بسم ... ثم قيس وبعد قيس السلام

جعل الباء هاهنا مع اسم بمنزلة الكلمة الواحدة الثلاثية نحو رجلٍ وجذعٍ, ولعل هذه الكلمة ما استعملت على هذه السجية إلا في البيت, لأنه جعل الباء مع اسم بمنزلة كلمةٍ واحدةٍ وأدخل عليها التنوين.

ولو أنها: بسم الله لحسن أن تحكى على ما هي عليه, فيقال: كتبت في صحائف المجد بسم الله, فأما قول القائل: [الخفيف]

أن لوًا وإنليتًا عناء

فليس من هذا الجنس لأنه أخرج «لو» من بابها وجعلها كلمةً معربةً, ولا من نحو قولهم: مررت ببرق نحره؛ لأن الجمل إذا سمي بها فهي محكية في النصب والرفع والخفض.

وقوله:

إنما مرة بن عوف بن سعدٍ ... جمرات لا تشتهيها النعام

قد شاع بين العامة أن النعام يلتهم الجمر, فحمل أبو الطيب كلامه على ذلك, وقال: مرة ابن عوف بن سعد جمرات لا تشتهيها النعام؛ أي هي جمرات عظيمة.

وفي العرب قبائل تعرف بالجمرات, وإنما سميت بذلك لشدة بأسها. روي عن أبي عبيدة أن جمرات العرب ثلاث: الحارث بن كعب, وبنو عبسٍ, وبنو نمير. وقال مرة أخرى:

<<  <   >  >>