للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضبة بن أد, فقيل له: إنك قلت: نمير؛ فقال: ضبة بن أد أشبه من نميرٍ. وقال: طفئت جمرتان وبقيت جمرة. طفئت جمرة بني عبس لحالفتهم بني عامر يوم جبلة, وطفئت جمرة الحارث بن كعب لمحالفتهم بني نهدٍ. وقيل: طفئت جمرة بني نمير, قال: ومن أطفأها؟ قيل: بغا؛ فضحك.

وقوله:

ليلها صبحها من النار والإصـ ... ـباح ليل من الدخان تمام

ليلها صبحها من النار: يعني أنهم يوقدون النيران بالليل لقرى الضيفان؛ فالليل قد صار كأنه صبح لزوال الظلام. والعرب تفتخر بإيقاد النار, ويخصون بذلك المواضع العالية؛ لأن النار إذا كانت بالموضع المرتفع كان ذلك أشهر لها. قال الأنصاري: [الوافر]

وترفع باليفاع الليل ناري ... تشب إذا يحس لها خبوت

وقال حاتم: [الطويل]

ولكن بهذاك اليفاع فأوقدي ... بجزلٍ - إذا أوقدت - لا بضرام

وقوله: الإصباح ليل من الدخان تمام يحتمل وجهين:

أحدهما: أنهم يوقدون النار بالنهار؛ إلا أنه يخفى ضوؤها لأن قراهم لا ينقطع في ليل ونهار؛ فدخان النار يستر ضياء الشمس.

والآخر: أنهم يغيرون في النهار ويحاربون فيزول نور النهار لأجل الغبار. وقد جعل أبو الطيب الغبار دخانًا في قوله: [الطويل]

وما كان إلا النار في كل موضعٍ ... يثير غبارًا في مكان دخان

<<  <   >  >>