وقوله:
ومن الرشد لم أزرك على القر ... ب على البعد يعرف الإلمام
هذا الكلام فيه تقديم وتأخير, وهو يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يريد: ولم أزرك من رشدي على القرب؛ أي (١٩٩/أ) إني أرشدت إلى تأخير الزياة؛ لأن الزائر على البعد يجب له من الحق ما لا يجب للزائر مع قرب الدار.
والإلمام: زيارة ليست بالدائمة, والمثل السائر: «زر غبا تزدد حبا». والإلمام بالشيء أن يفعل فعلًا غير المتصل. قال الراجز: [الرجز]
إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبدٍ لك لا ألما
ومن الخير بطء سيبك عني ... أسرع السحب في المسير الجهام
يقول: بطء سيبك عني خير؛ لأن السحاب إذا كثر ماؤه بطؤ مسيره, وإذا أراق ماءه وصف بسرعة السير. قال النابغة: [الوافر]
وأصبح في مداهن بارداتٍ ... بمنطلق الجنوب مع الجهام
قل فكم من جواهرٍ بنظامٍ ... ودها أنها بفيك كلام
ادعى أن الجواهر المنظومة تود أنها كلام في فم الممدوح. وهذا المذهب يستحسن في رأي الشعراء, وقد علم أنه لا يكون؛ لأن الجواهر غير وادةٍ شيئًا من الأشياء.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute