للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

هابك الليل والنهار فلو تنـ ... ـهاهما لم تجز بك الأيام

يرحم الله أبا الطيب فقد اجتهد بقيل الباطل ورضي على ذلك بعطاءٍ زهيد؛ ولو أن هذا البيت في صفة الله - عز سلطانه - لجاز أن ينال به رضوان الله.

وقوله:

لم لا تحذر العواقب في غيـ ... ـر الدنايا أو ما عليك حرام

يقول: أنت لا تحذر العواقب إلا في أمر دني تهاب أن تفعله. وقوله: أو ما عليك حرام؛ فإذا رفع عليك حرام فحرام خبر هو المحذوفة, ولو كانت القافية مخفوضةً لجاز أن يخفض حرام وتجعل «ما» نكرةً, ويكون التقدير: في غير الدنايا أو شيءٍ عليك حرام. وإذا رفع حرام جاز أن تكون «ما» معرفةً ونكرةً.

وقوله:

إن بعضًا من القريض هذاء ... ليس شيئًا وبعضه أحكام

منه ما تجلب البراعة والفضـ ... ـل ومنه ما يجلب البرسام

القريض: الشعر, أخذ من قرض الشيء؛ أي: قطعه؛ كأن الإنسان يقرضه من فكره أو من كلامه. وقد ميز الأغلب الراجز الرجز من القريض: [الرجز]

أرجزًا تريد أم قريضا ... أم هكذا بينهما تعريضا

كليهما أجد مستفيضا

وقال قوم: إنما قيل للشعر قريض تشبيهًا بجرة البعير؛ لأنه يخرجها من جوفه, ومن أمثالهم: «حال الجريض دون القريض». ويقال: إن أول من قال ذلك عبيد بن الأبرص

<<  <   >  >>