للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن بعض ملوك الحيرة - ويزعمون أنه عمرو بن هند - كان له يومان: يوم بؤسٍ ويوم أنعمٍ؛ فإذا كان يوم بؤسه فلقيه رجل قتله, وإذا كان يوم أنعمه فلقيه رجل أنعم عليه, فلقيه عبيد في يوم بؤسه فقال له أنشدني قولك: [مخلع البسيط]

أقفر من أهله ملحوب

فقال عبيد: «حال الجريض دون القريض»؛ يعني الغصص. وقيل: كان لبعض العرب ولد يحب قول الشعر وينهاه أبوه عنه, فمرض ولده وأشرف على الموت, فجاءه أبوه وقال له: إني كنت أنهاك عن الشعر وقد أذنت لك فيه؛ فقال الغلام: «حال الجريض دون القريض».

وقد وصف طرفة حال عمرو بن هند فيما كان يفعل فقال: [الوافر]

ليت لنا مكان المرء عمرو ... رغوثًا حول قبتنا تخور

من الزمرات أسبل قادماها ... وضرتها مركنة درور

قسمت الدهر والأيام فينا ... كذاك الحكم يقصد أو يجور

لنا يوم وللكروان يوم ... تطير البائسات ولا نطير

من كسر تاء البائسات نصبها على الترحم؛ كأنه قال: ارحم البائسات, ونحو ذلك. والبراعة تستعمل في الكلام, وفي الشجاعة, يقال: إن فلانًا بارع. قال الراجز: [الرجز]

أين دريد وهو ذو براعه ... تعدو به سلهبة سراعه

ويقال: برسام وبلسام وجرسام. وقال امرؤ القيس: [الكامل]

<<  <   >  >>