للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نورًا ثاقبا

أي: مضيئًا. يقال: ثقبت النار ثقوبًا, والذي يطرح عليها لتقد يقال له: الثقوب. قال الشاعر, ويقال: إنه لأبي الأسود الدؤلي: (١٧/ب) [الطويل]

أشاد به في الناس حتى كأنه ... بعلياء نار أوقدت بثقوب

وقيل: حسب ثاقب: استعاروه من النار والنجم, يريدون أن الآباء فيه مشهورون. قال قيس ابن الخطيم: [الطويل]

ويوم بعاثٍ أسلمتنا سيوفنا ... إلى نسبٍ في جذم غسان ثاقب

والنجم الثاقب: قيل: المضيء, وقيل: المرتفع.

وقوله:

كالشمس في كبد السماء وضوؤها ... يغشى البلاد مشارقًا ومغاربا

كبد السماء: وسطها, وكذلك وسط كل شيء, وقالوا: رجل أكبد إذا كان عظيم الوسط. وإنما أصل ذلك أن تكون كبده عظيمة, وقالوا: صخرة كبداء؛ أي: عظيمة, وأصل ذلك فيما له كبد. وقالوا: بلغ كبيدات السماء. قال الشاعر: [الطويل]

وأي أناسٍ لا أبحت بغارةٍ ... يساوي كبيدات السماء عمودها

يعني بعمودها غبارها.

وقوله:

شادوا مناقبهم وشدت مناقبًا ... وجدت مناقبهم بهن مثالبا

يقال: شاد البناء وشيده, وقال بعض الناس: هما واحد, إلا أن شيد للتكثير. وقيل: شاده إذا طلاه بالشيد وهو الجص, وشيده إذا رفعه, والأشبه أن يكون الأصل واحدًا, وأن يكون المراد أنه عمل بالشيد وقد استعملته العرب قديمًا. قال الشماخ: [البسيط]

<<  <   >  >>