لا تسحبني وإن كنت امرأً غمرًا ... كحية الماء بين الطي والشيد
وقوله:
تدبير ذي حنكٍ يفكر في غدٍ ... وهجوم غر لا يخاف عواقبا
الحنك: جمع حنكة. يقال: رجل ذو حنكةٍ إذا كان قد أسن وجرب, ويقولون: قد حنكته التجارب؛ أي: قد ذاق شدائد الزمان, وبلغت حنكه فعرف حلوها ومرها. واحتنك الرجل إذا صار كذلك.
وقوله:
خذ بن ثناي عليك ما أسطيعه ... لا تلزمني في الثناء الواجبا
كان ابن سعدٍ راوية أبي الطيب يحكي عنه حكايةً, معناها أنه قال: ليس في شعري قصر ممدود إلا في هذا الموضع, يعني قوله: خذ من ثناي, وإنما كان يذكر ذلك؛ لأنه كان يحكي أنه رأى القصيدة «الكافية» التي في عضد الدولة, وبخط أبي الفتح بن جني, وقد ضبط قوله: وقد فارقت دارك واصطفاكا وقد كسر الطاء كأنه أراد: واصطفاءك. وليس هذا بحجةٍ على ابن جني؛ لأن أبا الطيب يجوز أن يكون قصر الممدود, بعد أنقال ذلك القول. والثناء أكثر ما يستعمل في الخير, وحكى ابن الأعرابي أنه يستعمل في الشر, وأنشد:[الكامل]
أثني علي بما علمت فإنني ... أثني عليك بمثل ريح الجورب
وقوله:
فلقد دهشت لما فعلت ودونه ... ما يدهش الملك الحفيظ الكاتبا
أصل الملك ملاك, ويدل على ذلك قولهم: الملائكة, ووزنه: مفعل, فإذا حذفت الهمزة